الاثنين، 10 ديسمبر 2012

يورو 2012 : البرتغال .. نجوم كبار بدون ألقاب


يمكن إيجاز تاريخ المنتخب البرتغالي لكرة القدم في أربع كلمات: نجوم عظام ، لا ألقاب.
لكن في بطولة الأمم الأوروبية 2012 ، يتطلع كريستيانو رونالدو ورفاقه إلى «التوقف عن التسديد في القائم»، والتمكن أخيرا من إحراز أول الألقاب في البطولات الكبرى.
وابتعد المدير الفني للفريق باولو بنتو عن أي تواضع ، وأطلق صرخة الحرب قبل قليل من انطلاق الحدث.
وأكد المدرب أن فريقه لن يرضى بالقليل في أوكرانيا وبولندا «نريد أن نكون منافسين ومنظمين وأن نفوز في جميع المباريات ، بصرف النظر عن المنافس».
قبل قليل من ذلك ، كان كريستيانو رونالدو نفسه قد أعلن دون مواراة أن «هدف البرتغال الوحيد هو الفوز ببطولة الأمم الأوروبية 2012».
بدون القاب
ومن الصعب تخيل أن بلدا قدم للعالم نجوما مثل إيزيبيو وكريستيانو رونالدو ولويس فيجو وديكو وباولو فوتري وآخرين كثيرين ، لم يتمكن حتى اليوم من الفوز ولو بكأس واحدة مهمة.
كان قريبا للغاية في يورو 2004 ، حيث أقيمت البطولة على أرضه ، لكن انتهى به الأمر بخسارة مفاجئة في النهائي على يد اليونان بهدف ، ليبكي مئات الآلاف من مواطنيه الذين كانوا قد بدأو احتفالات مبكرة.
وفي بطولات كأس العالم ، كتب الصفحة الأنصع قبل 46 عاما الأسطورة إيزيبيو الملقب ب»الفهد الأسود»، عندما قاد الفريق في مونديال إنجلترا 1966 إلى المركز الثالث.
وتحقق أداء مشابه ، وإن كان بتألق أقل ، في مونديال 2006 بألمانيا عنندما قاد لويز فيليبي سكولاري البقية الباقية من الجيل الذهبي والمهارات الصاعدة مثل كريستيانو نحو المركز الرابع.
وإلى الآن ، لم يحصد البرتغاليون ألقابا سوى على مستوى الأندية ، ولاسيما بنفيكا وبورتو ، أو مع منتخبات الشباب تحت 20 عاما المتألقة التي توجت باللقب العالمي مرتين عامي 1989 و1991 .
اين المشكلة
ويعتقد كارلوس كيروش ، المدرب الذي كان عليه ترك منصبه لبنتو في تشرين أول عام 2010 ، بعد سلسلة من النتائج السيئة وفضيحة (قام بسب أحد أعضاء الوكالة البرتغالية لمكافحة المنشطات خلال خضوع لاعبيه لاختبار) ، أنه يعرف السبب وراء عدم وصول بلاده إلى القمة.
وأكد كيروش قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، البطولة التي ودعها الفريق من دور الستة عشر على يد أسبانيا «ليس لدينا احتياطي من اللاعبين»، القادرين على الحفاظ على نفس مستوى الأداء إذا ما أصيب النجوم.
في ذلك الحين ، تعرض كيروش لانتقادات قاسية من وسائل الإعلام بسبب طريقته «المتحفظة» أكثر من اللازم. وقال معلق تليفزيوني غاضب «إذا كنا جبناء فلن يمكننا الفوز»، في الوقت الذي كان فيه كريستيانو نفسه يهاجم مدربه.
من ناحية أخرى ، يجب التذكرة بأن هذا المنتخب يمثل دولة صغيرة يبلغ تعدادها السكاني 5ر10 ملايين نسمة فحسب هي الأفقر في غرب أوروبا. وتغرق البرتغال في أزمة اقتصادية تمتد لأكثر من عشرة أعوام.
ولا توجد أموال زائدة في كرة القدم المحلية أيضا ، حيث يحذر جواكيم إيفانجليستا رئيس نقابة لاعبي الكرة المحترفين من أن «كرتنا في خضم أزمة عميقة».
حاضر في المواعيد الكبرى
لكن من ناحية أخرى ، لا يغيب نفس هذا المنتخب البرتغالي عن المواعيد الكبرى منذ عام 2000. وبطولة أوروبا المقبلة (التي وصل إليها بعد التفوق في الدور الفاصل على البوسنة 0/0 و6/2) ستكون البطولة الكبرى السابعة التي يتأهل إليها على التوالي.
ولم تتمكن من تحقيق نفس هذا الإنجاز سوى أربعة منتخبات أخرى جميعها من كبار القارة العجوز ، وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا.
كريستيانو نجوم الاول
وإزاء التحدي الجديد الذي يقترب ، يراهن الفريق في المقام الأول على كريستيانو الذي يتصدر نجوم الجيل الحالي من ناحية المشاركة الدولية (87 مباراة) أو الأهداف مع المنتخب 32 هدفا ، وإن كان يبقى بعيدا عن الرقمين القياسيين المسجلين باسم فيجو (127 مباراة) وباوليتا (47 هدفا).
لكن هناك لاعبون آخرون على المستوى الدولي ، يقتربون من تألقه مثل ناني وراؤول ميريليس وجواو موتينيو وفابيو كوينتراو وروي باتريسيو ، الذي يزداد تألقا مع سبورتنج لشبونة كل يوم.
لكن في لشبونة لا يسود التفاؤل رغم ذلك ، حيث يقول بحزن نونو الذي يعمل كهربيا بإحدى حانات العاصمة «دائما ما تراودنا أحلام كبيرة ، لكن ينتهي بنا الأمر بالعودة خاليين الوفاض».
ولا يفتح الطريق الذي قطعته القرعة للبرتغال أي باب للتفاؤل ، حيث يتعين على رجال بنتو استهلال المشوار أمام ألمانيا والدنمارك وهولندا.
وفي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديللا سيرا» الإيطالية ، قال المدرب البرتغالي الأشهر جوزيه مورينيو إنه على الأقل لن يدخر «شمبانيا» في المبرد من أجل الاحتفال في حزيران .
وقال إن أحد أهدافه الرئيسية هو «أن أكون أول من يفوز بشيء مع المنتخب البرتغالي في غضون بضع سنوات». لذا ربما تكون هذه المرة الأولى التي يتمنى فيها مواطنوه أن يكون مدرب ريال مدريد مخطئا.
بينتو : بطل اوروبا قد يغادر
قال باولو بينتو مدرب البرتغال بعد الاعلان عن تشكيلة مكونة من 23 لاعبا استعدادا للبطولة ان الفائز بلقب البطولة قد يكون من «مجموعة الموت» التي تضم فريقه والمانيا وهولندا والدنمرك.
وتستعد البرتغال التي لم يسبق لها الفوز باللقب لمواجهات صعبة في المجموعة الثانية لكن بينتو يبدو واثقا.
وقال بينتو للصحفيين «امامنا هدف واضح للغاية. في البداية يجب ان نصل الى دور الثمانية في هذه البطولة الكبيرة ثم سنحاول بالطيع ان نصل الى أبعد مدى ممكن.»
واضاف «لن أتفاجأ بمشاهدة بطل اوروبا القادم وهو يتأهل من مجموعتنا.»
وستخوض البرتغال معسكرا تدريبيا في اوبيدوس بين 21 ايار والثاني من حزيران قبل السفر الى بولندا.
الدستور
ق س